الدكتور أشرف عطية.. يكتب / خطر تهجير الفلسطينيين
إن تهجير الفلسطينيين الى الأراضي المصرية والأردنية يشكل خطرا بالغا للقضية الفلسطينية ، وذلك لعدة جوانب تؤدي الى تغييرات ديموغرافية وسياسية وجيوسياسية تعمل على ضعف المطالب الفلسطينية بحقوقهم التاريخية والقانونية ، كما للتهجير اثار سلبية محتملة وكبيرة على القضية الفلسطينية والتي تتمثل في التالي :
1 – تغيير الواقع الديموغرافي :
فالتهجير يقلل من تواجد الفلسطينيين في وطنهم وأرضهم مما يتيح سيطرة أكثر وأكبر من الاحتلال الفلسطيني ، كما يؤدي التهجير الى تعزيز الاستيطان والمستوطنات وتوسيع رقعتها وبالتالي ستقل وتتقلص المساحة المتبقية والمتاحة لاقامة دولة فلسطينية ذات سيادة مستقلة.
2 – التهديد بحق العودة :
حيث يساعد التهجير على التهديد بحق العودة والذي يعتبر أحد المباديء الأساسية للقضية الفلسطينية لقرار الأمم المتحدة رقم 194 ، كما أن زيادة أعداد اللاجئين سيعمل على زيادة التحديات المعقدة من أجل وجود حلول عادلة ودائمة للقضية الفلسطينية .
3 – ضعف الموقف الفلسطيني :
إن عملية التهجير تعمل على ضعف الموقف الفلسطيني في المفاوضات الدولية ، حيث تقليل عدد السكان الفلسطينيين على أرضهم المحتلة والتي تساهم بالسلب على حقوق المطالب الفلسطينية ، كما سيستخدم التهجير كأداة لفرض الأمر الواقع مما يضعف من فرص إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة .
4 – معاناة إجتماعية وإقتصادية :
وهنا تظهر مشكلة كبيرة تخص الفلسطينيين بشكل مباشر في المعاناة الكبيرة التي سيواجهها الفلسطينيين لفقدانهم منازلهم وأراضيهم ومواردهم ومصادر رزقهم . وسيؤدي ذلك أيضا الى تفكيك المجتمع الفلسطيني وتشتيت العائلات والذي سيعود على المجتمع الفلسطيني بضعف التماسك الاجتماعي والقدرة على المقاومة التي اعتادوا عليها لعقود طويلة .
5 – الشرعية الدولية :
إن التهجير هو انتهاكا للقانون الدولي والانساني مما يؤدي الى ضعف الدعم الدولي للقضية الفلسطينية ولكنه في الوقت نفسه سيعقد جهود الحلول السلمية ، على عكس ماتقترحة بعض الدولة المساندة للعدو الصهيو..ني.
6 – التأثير على الهوية الوطنية الفلسطينية :
فإن التهجير سيهدد وبشكل مباشر الهوية الوطنية الفلسطينية وسيؤدي الى ضعف روح الجهاد والنضال الذي توراثته الأجيال ببسالة لامثيل لها وسيقلل من قدرات المقاومة على الصمود .
ومن هنا نقول أن التهجير يشكل خطرا كبيرا ووجوديا على القضية الفلسطينية ، حيث يهدد الوجود الفلسطيني على أرضه ويضعف المطالب الفلسطينية بحقوقهم الوطنية . لذا فإن على كل الدول العربية والاسلامية ومصر أن تمنع تماما فكرة تهجير الفلسطينيين الى اراضيها وتدعم الوجود الفلسطيني في الأراضي المحتله وتقديم كل الدعم والمساندة من أجل صمود الشعب الفلسطيني وهو أمرا حيويا لاستمرار النضال ولأجل تحقيق العدالة واسترداد الحقوق الفلسطينية المستحقة .
كما أن التهجير له سلبيات كبيرة على الدول المستقبلة للفلسطينيين سوف يتم سردها في الجزء القادم إن شاء الله ، وللحديث بقية
خالص تحياتي وتقديري ،،
د / أشرف عطيه
