أنور ابو الخير.. يكتب : مصر والسعودية شعب واحد
تميزت العلاقات بين مصر والسعودية على جميع المستويات بالتطور والإخوة والقوة الدافعة لمواجهة التحديات المشتركة بما يحافظ على أمن البلدين واستقرارهما ودائما ما أكدا الطرفان الوقوف بجانب بعضهما ضد أي تهديدات خارجية و سيظلان سندا لبعضهما البعض وتبقى مصر العروبة بلد الخير وأرض الكنانة لكل الأخوة العرب الأشقاء البلد الرزين بعقله حيث تمثل علاقتنا مع المملكة العربية السعودية علاقة استثنائية علاقة إخاء وصفاء ونقاء منذ القدم وهناك شراكة في الدين واللغة والمصير الواحد وملفات كثيرة تهم البلدين الشقيقين في جميع المجالات السياسية والاقتصادية وغيرها من الملفات المهمة بين البلدين خاصة الملفات المتعلقة بأمن واستقرار المنطقة ومكافحة الإرهاب والتحديات التي تواجه دول الخليج والدول العربية وعدد من القضايا الإقليمية والدولية المشتركة وعلى رأسها تنسيق الجهود والمصير العربي المشترك ومواجهة التدخلات في شؤون دول الخليج ومصر والسعودية كتلة واحدة ضد التحديات وصد التدخلات من الدول الداعمة لبث الفرقة والتقسيم داخل دول المنطقة وبين شعوبها نعم مصر والسعودية إيد واحدة فى السراء والضراء ليس هذا الكلام عاطفيا وحماسيا بل هو واقع حقيقى تلمسه شعوب البلدين فى كل لحظة وكل موقف رغم محاولات البعض للوقيعة بين البلدين أو الشعبين سواء من أقلام موتورة أو أصوات صارخة لاتعرف معنى المصلحة الوطنية العليا التى هى فوق أى اعتبار شخصى مما يدهشنى أن البعض يحاول باستماتة على إشاعة هذا المناخ لإساءة العلاقة بين البلدين سواء هنا أو هناك وكل محاولة للنيل من متانة وعمق هذه العلاقة المصرية السعودية تذهب أدراج الرياح وكأنها دخان فى الهواء مشيرا إلي أن الدور المصري المحوري مشهود في كل العالم العربي ليس عسكرياً وسياسيا فقط وإنما أيضاً لمصر إسهامات كبيرة في جميع المجالات التي وقف فيها أبناء مصر الى جانب أشقائهم العرب
ولكن هناك من الأصوات المريضة والأقلام الموتورة تتحدث عن خلافات مصرية سعودية أو تباين فى وجهات النظر فعلى هولاء الذين لا يعرفون تاريخ العلاقات بين البلدين بانها علاقة وثيقة لا يعكر صفوها شيء وعلي هؤلاء الذين لا يجيدون قراءة تاريخ العلاقة الممتدة والوثيقة بين البلدين الشقيقين وصدر من خادم الحرمين الشريفين قرارا بتوفير احتياجات مصر وزيادة الاستثمارات بين السعودية ومصر وإن مصر دولة وشعبا وقيادة لا تنسى أبدا المواقف المحترمة والمشرفة بل والعظيمة من الشقيقة السعودية إلى جانب شقيقتها مصر والتاريخ وحده هو الشاهد على ذلك ولا أحد ينسى أبدا كلمات الملك عبدالعزيز آل سعود مؤسس المملكة العربية السعودية عندما قال لاغنى للعرب عن مصر ولاغنى لمصر عن العرب كلام صحيح وصادق ولا يصدر إلا عن رجل محب لمصر وشعبها ويقدر دورها ومكانتها والتاريخ طويل وملىء بالصفحات المجيدة فى علاقة البلدين ولعل أقربها إلى الأذهان وربما لا يعرفه أبناء هذه الأجيال تضامن ومساندة السعودية لمصر أثناء العدوان الثلاثى عليها من إسرائيل وإنجلترا وفرنسا عام 1956والأكثر من ذلك أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بادر بالاشتراك والتطوع فى صفوف الجيش المصرى لصد العدوان الثلاثى مما كان له دلالة عظيمة لا تنساها مصر.ولا يوجد مصرى واحد ينسى للسعودية موقفها بعد هزيمة يونيو 1967 ومبادرة الملك فيصل رحمه الله فى مؤتمر الخرطوم إلى مطالبة الدول العربية البترولية بتوجيه جزء من عائدات البترول لمساندة مصر وسوريا والأردن اقتصاديا.وجاءت حرب أكتوبر المجيدة 1973 والانتصار الساحق على جيش إسرائيل وكانت المملكة العربية السعودية بقيادة الملك فيصل فى مقدمة المساندين لمصر ماديا ومعنويا وبلغت ذروة الموقف السعودى بمنع إمدادات البترول عن الدول الداعمة لإسرائيل وفى مقدمتها أمريكا ولا أحد ينسى الزيارة التاريخية للملك فيصل لمصر بعد انتصارها وخروج الملايين لاستقباله بالترحيب
ولا للحديث عن العلاقات الأخوية والاقتصادية بين الشعبين باعا طويل يكفى أن تعرف ملايين من المصريين يعملون على أرض المملكة فى كل التخصصات المهنية والتاريخ لا يكذب وبموجبها قامت مصر بتنفيذ عدد من المشاريع العمرانية على أرض المملكة
ولا أحد ينسى أن مصر والسعودية كانتا فى مقدمة الموقعين على ميثاق إنشاء جامعة الدول العربية وتمضى الأيام والسنوات وعلاقة البلدين علاقة استراتيجية رغم بعض الخلافات فى أوقات ما واتضح جوهر الموقف السعودى تجاه مصر وشعبها بعد ثورة الثلاثين من يونيو 2013 بالتأييد المادى والمعنوى فى جميع المحافل الدولية بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله رحمه الله وكان الملك عبدالله أول المهنئين والمباركين لمصر وهو صاحب دعوة مؤتمر أشقاء وأصدقاء مصر من أجل تجاوز أزمتها الاقتصادية وهو صاحب العبارة الشهيرة فى وجه كل أعداء مصر وقتها أن المساس بأمن مصر هو مساس بالسعودية
إن هذه العلاقة الوثيقة والمتينة بين مصر والسعودية لن ينجح أحد فى التشكيك فيها وفى كل مرة تثار زوابع الكراهية ضد هذه العلاقة يعبر الزعيمان السيسى وسلمان عن قوة ورسوخ هذه العلاقة بين بلدين وشعبين لاغنى لأحدهما عن الآخر
إن مواقف مصر تجاه السعودية أمس واليوم وغداً لا تحتاج العلاقات بين البلدين لشرح فهى واضحة للجميع إلا أن من واجبنا العربي القومي أن نقف جنبا الى جنب مع مصر العروبة مصر التضحية والفداء التي لم تتوان في التضحية من أجل الأمة العربية
فمصر والسعودية إيد واحدة