الدكتور أشرف عطيه.. يكتب / الإبداع في الآداء الاداري ( الجزء الرابع والأخير )
الدكتور أشرف عطيه.. يكتب / الإبداع في الآداء الاداري ( الجزء الرابع والأخير )
في الأجزاء السابقة من هذا الموضوع تحدثنا عن تعريف الآداء الاداري والمحاور والمجالات التي يستند اليها من أجل الابداع والتميز لتحقيق أعلى درجات النتائج والاهداف المخطط لها وفقا لرؤية ومهمة ورسالة المنظمات والهيئات والشركات ، كما تحدثنا عن أصحاب المصلحة و الشئون المالية والجودة والكفاءة الانتاجية كمحاور ومجالات للاداء الاداري ، وانتهينا بمحور الابتكار والابداع ، وفي هذا الجزء نتحدث عن المحور السادس وهو الموارد البشرية وتطوير القدرات ، والمحور السابع وهو التطوير المؤسسي وفيما يلي شرح مبسط لهذه المحاور : –
المحور السادس : الموارد البشرية وتطوير القدرات
إن تطوير وتنمية مهارات الموارد البشرية من أهم المحاور التي لها التأثير الأعظم في الآداء الاداري ، فالموارد البشرية هي من أعظم الموارد التي تعتمد عليها أي شركة أو منظمة من أجل تحسين الآداء الاداري للوصول الى اعلى درجات التميز والابداع من أجل تحقيق الأهداف التي وضعتها الشركة أو المنظمة .
لذا فإن مقدار الوقت والمال اللذين يتم الاستثمار بهما في التدريب ورفع قدرات ومهارات الموارد البشرية له الاثر الكبير في تحقيق النتائج والأهداف والتميز للمنظمة أو الشركة .
ووفقا للجمعية الاميركية للتدريب والتطوير ، تستثمر أعلى 20% من الشركات من حيث التطوير والارباح عالميا ، 3% أو أكثر من إيراداتها الاجمالية في تدريب الأفراد الذين تعتمد عليهم تلك الشركات في المقام الاول من أجل التطوير وزيادة الايرادات والمبيعات لهذه الشركات والمؤسسات .
ومن الاحصائيات التي وصلت اليها بعض الابحاث أن مردود تدريب الموظفين مرتفع جدا حيث يصل الى أكثر من 50 ضعف من قيمة الاستثمار لكل فرد من أفراد التدريب بالمنظمة .
كما أن التدريب والتطوير للموارد البشرية يعد من عوامل التحفيز والتي تعود بالنفع والنتائج المبهرة والانتماء للموظفين مما يفجر طاقات الابداع والابتكار في كل أنشطة الشركة أو المنظمة .
كما أن وضع معايير الآداء لكل موظف يؤدي الى التنافس و رفع مستوى الانتاجية والابتكار في ظل تطبيق الحوكمة والتي تعتني بإجراءات العمل والسياسات والقيم في ظل بيئة تنافسية تشملها الشفافية والعدالة والنزاهة .
المحور السابع : التطوير المؤسسي
إن التطوير المؤسسي من العوامل والمحاور المهمة التي لها أكبر الأثر في تحقيق أعلى مؤشرات الانتاجية والابداع والابتكار و لقد نشأ مفهوم ” إدارة التميز” للتعبير عن الحاجة إلى مدخل شامل يجمع عناصر ومقومات بناء المنظمات والشركات على أسس متفوقة تحقق لها قدرات عالية في مواجهة المتغيرات والأوضاع الخارجية المحيطة بها ، كما تكفل لها تحقيق الترابط والتناسق الكامل بين عناصرها ومكوناتها الذاتية واستثمار قدراتها المحورية والتفوق بذلك في مجال العمل وتحقيق الفوائد والمنافع لأصحاب المصلحة Stakeholders من مالكين للمنظمة وعاملين بها ومتعاملين معها والمجتمع بأسره.
ويعتبر النموذج الأوروبي للتميز The European Excellence Model من أبرز نماذج “إدارة التطوير المؤسسي” الشائع استخدامها في العالم المعاصر. وتتميز فلسفة النموذج الأوروبي بالتميز في الأداء و خدمة العملاء و تحقيق المنافع لأصحاب المصلحة من العاملين وغيرهم والمجتمع بأسره ، و يتحقق ذلك من خلال القيادة التي تقوم بصياغة وتوجيه السياسات والإستراتيجيات والموارد البشرية وتستثمر العلاقات وتدير العمليات المختلفة بالمنظمة أو الشركة .
ويضم التطوير المؤسسي ( القيمة المضافة لأصحاب المصلحة Stakeholders – بناء مستقبل مستدام – تنمية وتطوير القدرات المؤسسية – نشر ثقافة الابداع والابتكار – القيادة المتميزة بالروية والالهام والنزاهة والشفافية – الادارة بالكفاءة وسرعة التكيف مع التغييرات الداخلية والخارجية – التفوق من خلال مواهب وقدرات العاملين – والتخطيط لاستدامة النتائج المبهرة والمبدعة ) .
ومن هنا يظهر جليا دور الالهام و الابداع في الادارة الحديثة والمتطورة والتي تمتلك الرؤية الواضحة من خلال التركيز على المحاور الرئيسية للنتائج الابداعية والتي تتمثل في المحاور السبعة التي تحدثنا عنها وهي ( أصحاب المصلحة – الشئون المالية – الجودة – الكفاءة الانتاجية – الابتكار والابداع – الموارد البشرية وتطوير القدرات – التطوير المؤسسي ) .
خالص تحياتي وتقديري
د / أشرف عطيه