أحمد جلال يكتب: الخيط الرفيع بين مسرحية تهييج الجماهير قبل لقاء الأهلي والزمالك وخدعة الغاء الدوري

أحمد جلال يكتب: الخيط الرفيع بين مسرحية تهييج الجماهير قبل لقاء الأهلي والزمالك وخدعة الغاء الدوري

لا تراجع ولا استسلام.. متمسكون بكل مطالبنا، ولن نتهاون في حقوقنا.. ويا أيتها الأم الثكلى، ويا أيتها الزوجة المترملة ويا أيها الابن الذى فقد الأخ والأب، يا كل ضحايا مباريات الزمالك، املأوا الأرض والفضاء، بتراتيل العدالة التحكيمية، املأوا الصدور والقلوب، بآمال المساواة والعدل… إنني من موقعي هذا أطمئنكم؛ كل ما يتردد عن تنحي مجلس إدارة الزمالك، برئاسة الكابتن حسين لبيب عن مطالبنا، مجرد شائعات ليس لها أي أساس من الصحة، لن نخوض أي مباراة بعد لقاء فاركو في الدور الثاني،
إلا بعد انتهاء جميع الفرق من أداء
مباريات الدور الأول، وفقا لترتيب القرعة الأصلية.. بل إن مطالبنا لن تنتهي عند هذا الحد، وسننتظر من اتحاد الكرة، نتائج التحقيق فيما حدث من أخطاء تحكيمية صارخة من جانب أحمد الغندور حكم الساحة، ومحمود البنا، حكم تقنية الـVAR، بحق نادي الزمالك في المباراة
الأخيرة أمام المصري، بصفة خاصة و منذ بداية الموسم بصفة عامة” !!!!


هذا ليس مشهدًا تمثيليًا، ضمن سياق درامي لواحدة من روايات الأدب المسرحي، ولا خطاب لزعيم فوق منبر سياسي، بل هو لحظة تجلي، ترجمها المتحدث الرسمي لنادي الزمالك، بأداء مدهش، وتقمص متقن، ضمن تركيبة تجييش الجماهير، واستخدامها كأداة ضغط، تحقق أهدافها الاستراتيجية، فهى من ناحية تلقي باللائمة على التحكيم، الحلقة الأضعف في منظومة كرة القدم المصرية، ومن ناحية أخرى تسعى لطمس أسباب أخرى أكثر تأثيرًا، وأشد وقعًا وإيلامًا، تسببت في تدهور نتائج فريق الكرة بالزمالك، وتراجعه للمركز الحادي عشر في الدوري الممتاز، برصيد ٣١ نقطة، من ١٩ مباراة، فاز في ٩، وتعادل في ٤، وخسر في ٦ مباريات، بنسبة نجاح ٥٤.٣ ٪؜، وهى نسبة تكاد تكفي بالكاد للبقاء في الدوري، وليس المنافسة على اللقب !!!!

ما يفعله المتحدث الرسمي باسم الزمالك، سبقه إليه كثيرون، عبر منابر شتى، لكن الأمر جاء صادمًا هذه المرة، إذ أنه وتزامنًا مع هذه التصريحات، التي بدأ بعضهم يتكهن من خلالها بإمكانية الغاء الدوري.. رغم أن الهدف منها هو الالهاء، وليس الالغاء!!!!


جاء الرد المباشر من اتحاد الكرة، حول معاقبة طاقم حكام لقاء الزمالك والمصري، وسط مزاعم بأن محمود البنا حكم تقنية الفيديو، سيتعرض للإيقاف، بحجة تعمد عدم احتساب تسديدة زيزو ركلة جزاء، هدفاً، بدعوى تجاوزها خط المرمى، والادعاء بأن حكم الساحة أحمد الغندور سيلقى جزاء الافراط في معاقبة اللاعبين بالبطاقات الصفراء، ما انعكس سلبًا على أداء اللاعبين !!!!.. وسط الجدل العنيف، أصدر اتحاد الكرة قرارات، يبدو من بين ثناياها وكأن أبانا الذي في الجبلاية، قرر أن يخرج لسانه للجمبع، ويسند لقائي التأهل للدوري الممتاز، في الحولة الخامسة من دورة الترقي للمتاز، إلى كلا الحكمين.. حرس الحدود مع الترسانة، بصافرة أحمد الغندور، وسبورتنج مع منتخب السويس، بصافرة محمود البنا.. وكأن مجرد مناقشة “فكرة “ابعاد” الحكمين عن المشهد، كما طلب الزمالك لا مجال لمناقشتها من الأساس !!!

رد اتحاد الكرة لم يتوقف عند هذا الحد، بل إن بيان الزمالك بعدم خوض أي لقاء بعد مواجهة فاركو، قبل خوض مؤجلات الدور الأول، لم يجد أي ردة فعل، وبات الزمالك في ورطة حقيقية.. هل ينسحب من مواجهة الأهلي، المقرر لها الثلاثاء ٢٥ يونيو، أم يلعق بيانه المطول الرنان، وكأنه لم يكن، ويضحي بـ ٣ نقاط جديدة، في أوكازيون استنزاف النقاط، الذي تعرض له الزمالك هذا الموسم، وتفرق دمه بين اخطاء فنية، وإدارية وتحكيمية، دون أن يكون هناك تحديد لسبب محدد، مثلما حاول بيان الزمالك أن يوجهها.

عدم استجابة اتحاد الكرة لرغبة بيان الزمالك، ومخاطبة عدة اتحادات أوروبية، لتوفير طاقم تحكيم أجنبي، لإدارة القمة، ينسف من الأساس طرح فكرة الغاء الدوري، رغم كل المطبات الصعبة التي تسبب فيها الموسم الحالي، بكل معطياته والتزاماته، على مستوى الاندية المصرية، ومشاركاتها الخارجية في دوري الأبطال والكونفدرالية والدوري الافريقي وكأس العالم للأندية، أو منتخب مصر ومشاركاته في نهائيات كأس الأمم الأفريقية، وأچندة تصفيات كأس العالم.

نادي الزمالك نفسه يقف مع الأهلي على رأس المؤيدين لاستمرار الموسم الكروي، لأسباب اقتصادية لا مجال لمجرد مناقشتها، تتعلق بمصالح الكيانات الاقتصادية الكبرى التي ترعى صناعة كرة القدم في مصر، والغاء الدوري، بصرف النظر عن أطراف المنافسة، يعني مباشرة، خسارة مئات ملاببن الجنيهات، تدور في فلك هذا الوعاء الاقتصادي الضخم، ما يضرب كل أندية المسابقة، وأولها القطبين، ويهدد اقتصادياتها، بصرف النظر عن حسابات المكسب والخسارة
ويبقى السؤال مطروحًا: متى ينتهي هذا الموسم الشاق ؟.. وهل سينعكس بأثاره السلبية على الموسم الجديد؟
الإجابة التي لا مفر منها.. الموسم سينتهي منتصف أغسطس على الأقل، والموسم المقبل سيكون استثنائيًا بالمعنى الحرفي، وقد يقام بشكل مختلف، من دور واحد، أو من مجموعتين.. والاستقرار على الشكل، سيكون بالتنسيق بين الأندية والرابطة والرعاة.. ويبصم عليه بالموافقة في كل الاحوال.. اتحاد الكرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *