المستشار اسماعيل الأنصاري.. يكتب : السحر فتنه لاهل الارض .. من وقع فيه أشرك ومن تجنبه نجا

المستشار اسماعيل الأنصاري.. يكتب : السحر فتنه لاهل الارض .. من وقع فيه أشرك ومن تجنبه نجا

بقلم / الشريف المستشار اسماعيل الانصارى

بدا الشياطين فى تعليم الناس السحر بعد موت سيدنا سليمان خوفا من يوقع بهم العذاب الشديد ….

فكيف كان موت سيدنا سليمان صاحب هذا الملك العظيم الذى لن ياتى مثله …

” فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين “…

فالله جعل مع سيدنا سليمان فى ملكه من عندهم علم من الكتاب …

” قال يا ايها الملا ايكم ياتينى بعرشها قبل ان ياتونى مسلمين ، قال عفريت من الجن انا اتيك به قبل ان تقوم من مقامك وانى عليه لقوى امين ، قال الذى عنده علم من الكتاب انا اتيك به قبل ان يرتد إليك طرفك “


فكيف تاتى لسيدنا سليمان كل هذا الملك العظيم… بعبادة الدعاء والتقرب لله باخلاص ” ربى هب لى ملكا لاينبغى لاحد من بعدى ” وقد استجيب له لصدقه مع الله …….”

….” وحشر لسليمان جنوده من الجن والانس فهم يوزعون ” …..

وسخر ….
” لسليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر وأسلنا له عين القطر ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير ” …..

فما كان من مكائد اليهود وافترائتهم التى بدات مع نشات وجودهم منذ الاف السنين انهم اشاعوا كذبا بان ملك سيدنا سليمان كان باستخدام السحر وانهم من ورثوا علم التسخير وقوة السحر لادارة شئون ومقاليد اهل الارض ولهم وحدهم حق التصريف والامر والنهى فيها لانهم ابناء الله ، وباقى البشر كانوا فى الاصل حيوانات وحشرات جعلهم الله على هيئة البشر ليكونوا اهلا لخدمتهم وطاعتهم ….

فاليهود هم اهل المعاصى والتمرد والعصيان لاوامر الله وهم قتلة الانبياء …. وهم من تعاونوا مع ابليس اللعين وتعاهدوا معه عهدا ابديا لاضلال بنى ادام وافساد طاعتهم لربهم فتعلموا منه علوم السحر وقالوا للناس انه من عند الله وامرهم باستخدامه …. وقد كذبوا على الله …..

والحقيقه انه ” وما انزل على الملكين ببابل هاروت وماروت ومايعلمان من احد حتى يقولا له انما نحن فتنه فلا تكفر ” …. اى ان هذا السحر نعلمكم اياه حتى لاتقعوا فى شر واذى سحر الشياطين …فما كان من بنى اسرائيل الا انهم تعلموا من الشياطين السحر

“فيتعلمون منهما مايفرقون به بين المرء وزوجه ، وماهم بضارين به من احد الا بإذن الله ، ويتعلمون مايضرهم ولا ينفعهم “


فكان الجواب من الله ” واتبعوا ماتتلوا الشياطين على ملك سليمان ، وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر …


فالسحر كفر واستخدامه فتنه وشر وضرر واذى لاهل الارض وانه فخ من فخاخ ابليس اللعين اراد به غواية الناس ….

وقد ذكر السحر فى قصة الملكين هاروت وماروت ، وذكر فى قصة سحرة فرعون ، وذكر فى قصة السامرى وبقرته الحمراء الذى ادعى انها اله سيدنا موسى ، وذكر قوة السحر وعظيم فتنته ومبلغ قوته مع قدوم المسيح الدجال والذى عنده يغلق الله على البشريه كل ابواب السحر بقتله على يد سيدنا عيسى .

لانه لكل شر نهايه مصيرها الحتمى الزوال ولايبقى فى كون الله راية واحده خفاقه هى راية الحق وعند اذ تنكس وتهزم كل الرايات.

فما هو حقيقة السحر … نذكره فى قول الله ” وسحروا اعين الناس ” … ” فاذا حبالهم وعصيهم يخيل اليه من سحرهم انها تسعى “
اى ان السحر هو مجرد خيال وصوره زائفه توضع امام العين على غير حقيقتها لبرهه صغيره كالخيال الذى يمر علينا فيتصورها المسحور على انها حقيقه فيقبلها عقله وتهتز لها نفسه فتتغير بها احواله فينقاد لشياطين الانس من السحره فيكون اداه اذى لنفسه وغيره …والحقيقه ان الساحر لايستطيع على الاطلاق تغيير طبائع الاشياء لان القادر على ذلك وحده هو الله

واخيرا فان القول الحسم فى موضوع السحر فانه يدور حصرا فى دائرة اهل الكفر والشرك فيقعون فى فتنته واذاه وشره …. اما اهل الايمان والطاعه فانهم لايمسهم من سحر السحؤة سوء …. وفى النهايه … ” لايفلح الساحر حيث اتى …..
وقوله ” ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين ” ….

فما وجد السحر الا ليفرق الله به بين الحق والباطل ، وبين اهل الكفر والشرك واهل الايمان ، وبين الضلال والهدايه ….

وكان سبب نزول الملكين هاروت وماروت ما كان لا لاداء مهمه من الله … لقول الله فى حق الملائكه ” يفعلون ما يأمرون ولايعصون الله ما أمرهم ” ….

فعلموا الناس حيل وسحر الشياطين ليبطلوها وحتى لايقعوا فيها وحذروهم من التعاون مع الجن فى السحر وان ملك سيدنا سليمان من الله وليس بسحر ” …..

” وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا “

والحقيقه ان الانسان وان أمتلك القدره على الشئ فقد لايملك السيطره على استخدامه لذا ما كان اتصال الانس بالجن الا شر للبشر وشر للانسانيه يجب تجنبه ..

واخيرا ينبغى علينا ان نفرق بين ملك سيدنا سليمان وقدر النبى محمد صلى الله عليه وسلم …ان ملك سيدنا سليمان يكمن فى ان مكنه الله فى ادارة كل شئ فى زمانه من الجن والانس والطير فسخرهم له وهذا ما خص به …..
… اما ما خص به النبى وهو عبد من عباد الله المقربين يفوق ملك سليمان … وبدا بقول الله …” سبحان الذى أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الا المسجد الأقصى…. ثم انتهى بالمعراج الى السموات العلى …حتى وصل الى سدرة المنتهى …فكان قاب قوسين او ادنى وكلم الله وراءه بلا حجب …بل ان قدر النبى فى ان الله اتى بجميع الانبياء كلا من زمانه احياء ليصلى بهم اماما فى المسجد الاقصى …وهذا مايسمى بالعبور عبر الزمان فى الماضى …
بل ان قدر النبى كان فى ان الله جعله الله يعبر فى المستقبل فى رحلة المعراج فرائ الجنه واهلها وما اعد الله لهم من نعم …. ورائ النار واهلها ومايفعل بهم من عذاب …فالنبى اتى بمعجزات لم ياتى بها احدا ولن ياتى بها احد ….وهناك مقام وقدر للنبى نود الاشاره اليه انه خير الله أجمعين وانه سي. ولد ادم وانه من نور الله فلما اشتاق النور للنور التقى نور الله بنور الله فى سدرة المنتهى .
اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله كما صليت وسلمت وباركت على سيدنا إبراهيم واله انك حميد مجيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *