أنور ابو الخير يكتب : تطاول السفهاء علي علماء الدين
اصبحنآ في زمن السفهاء الذين يتطاولوا على علماء الدين من الكتاب والإعلاميين المشهورين والذين عرفوا عنهم بالعلمانية
وكلما ازداد تطاول السفهاء على مقامك الرفيع ايها الشيخ والإمام الفاضل زاد الله محبتك في قلوب عباده رحمك الله يا امام الدعاة (الشيخ الشعراوى ) وأسكنك الفردوس الأعلى من الجنة»
ونحن نعرف كشعب له حضارة وعقيدة إسلامية الاتجاه العلماني الإلحادي ونعرف من هم ونعرف الكاتب الإعلامي العلماني والعلمانيين وهم بطبعهم إذا أرادوا أن يضربوا ديناً فيضربوا الثوابت والرموز مضيفا إن العلمانيين والملحدين يسلطون بعض المتحولين بالانتقاد والهجوم والتشهير والتشويش على ثوابت الدين الإسلامي سواء من المصادر المآجورة أو الأمور التي لها أغراض سياسية آخري لإحداث بلبلة ومن ثم نفس المسلك الشائن المسيء ويبدأون التقاط بعض الرموز المؤثرة والكبيرة ذات القامة والقيمة ويوجهون سهام الحقد والغل عليهم فهذا المسلك الذي يسلكه الملحدين والعلمانيين والذي يدل على تفاهة من يتناول هذا المسلك المشين خاصة وأن علماء الدين مستهدفة
وها هو ذلك الزمان الذي أصبح فيه السفيه الكذاب مصداقا في قوله وأصبح العالم مكذبا في قوله
فعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة قيل وما الرويبضة قال الرجل التافه في أمر العامة
واصبحنآ في زمن يبتلى المرء في حياته بأناس لا تنفع معهم كل وسائل التعامل الراقي لأنهم تربوا على السفاهة فكيف يتصرف تجاههم إن السفيه طويل اللسان سيء الكلام قبيح الجواب فإن كان غلاماً يافعاً نعلل ذلك بأنه لم يأخذ نصيبه من التربية في بيت أبيه أو في مدرسته أو في مجتمعه أو إنه لما يفهم معنى الحياة بعد ولذلك فهو لا يعرف كيف يتعامل مع الناس لجهله بأقدارهم وقد تعركه التجارب وتطحنه السنون فيتعلم ويصبح من أهل الأحلام والنهى لكن المصيبة تكون عندما يتجاوز أحد الكتاب الإعلاميين المشهورين ويبقى سفيهاً ويتطاول على فضيلة الشيخ الشعراوي إمام الدعاة فإذا ابتليت بسفيه لمثل هذا الكتاب الإعلامي فأفضل وسيلة للتعامل معه هي تجاهله وعدم الرد عليه فلا تضرك أذيته بل الأفضل ألا تلقي له بالاً حتى لا تشغلك كلماته ولا تعتمل في فكرك عباراته فتأخذ من وقتك وجهدك واهتمامك وتملك مشاعرك فمتى نتوقع منه أن يرشد
لقد أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم بأن يقبل الميسر الممكن من أخلاق الناس وأعمالهم وأمره بكل قول حسن وفعل جميل وأمره أن يعرض عن منازعة السفهاء ومساواة الجهلة الأغبياء لإن قطارهم مازال يسير في سكة الضلال والإضلال بل ويركبه كثيرون يواصلون عمليات أسلافهم من الاستهزاء بعلماء الدين والمصلحين والمجددين وإطلاق أقبح الأوصاف عليهم مع التفنن في بث الشكوك بالنفوس تجاه الدين وتعاليمه ورموزه ومقدساته والتهوين من شأنها وإظهارها بصورة مشوهة يريدون بذلك القول أنها من أسباب التخلف عن المواكب الحضارية قد لا يكون هؤلاء السفهاء المستهزئون بالقيم والدين والأخلاق من خارج الملة كما كان سفهاء الماضي حين كان هناك فريق حق وفريق باطل لا اليوم اختلط وتداخل الأمر حيث تجدهم من الملة نفسها على شكل مفكرين ومثقفين وفنانين وساسة وأحياناً على شكل طلاب علم أو علماء دين وهو ما يزيد ويعمق في أمر تشكيك الناس في شؤون دينهم وصالح أعمالهم ويستخدمون كل الوسائل الممكنة لعمليات التشكيك والاستهزاء أو إن صح وجاز لنا التعبير لاستمرار سفاهتهم وتفاهتهم وكشفها على الملأ وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا وأصبحت السفاهة المعاصرة تنافس تلك السفاهة القديمة وسفاهة اليوم ميدانها هو الأوسع والأشمل نظرآ لاتاحة المجال لهم بوسائل التواصل الاجتماعي فإن أحببت رؤية السفاهةواقعاً متجسداً أمامك أو أحببت رؤية نماذج من السفهاء فما عليك سوى مشاهدة ميادين وسائل التواصل الاجتماعي ومايجري فيها إن كمية المواد المنشورة في تلك الميادين المرئية منها والمسموعة والمقروءة تفيض سفاهة وتسطيحاً للأذواق ما تدفع بالعقول والألباب المنخرطة والمتابعة لها لمزيد خفة وطيش وجهالة وهو الأمر الذي يتوجب كخلاصة لمقالي اليوم تصدياً مجتمعياً منهجياً له عبر رؤى بينة وبدائل عاقلة نيرة والأخذ بالوصية القرآنية
فقال له ( خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ) والإعراض يكون بالترك والإهمال والتهوين من شأن ما يجهلون
به من التصرفات والأقوال وعدم الدخول معهم في جدال ينتهي بالشد والجذب وإضاعة الوقت والجهد وفي هذا صيانة له ورفعا لقدره عن مجاوبتهم
ولأن علماء الأمة هم حملة الدين ومبلغوه للناس وهم أمان الأمة من الضياع والانحراف بتبيين الحق والدعوة إليه وكشف الباطل وفضح سدنته ومروجيه فإن من الخطط الاستعمارية الجديدة فصل جمهور الأمة عن علمائها وإرهاب العلماء وانتقاصهم وإقصاؤهم وتشويه سمعتهم بالكذب والافتراء والتحريض عليهم، والتنفير منهم وزرع الجرأة على رد أقوالهم والاستخفاف بعلمهم مع تسويد أهل الانحراف والهوى ومشايخ السوء والضلالة وإبرازهم للناس في الإعلام بدلاء عن علماء الحق والهدى
لقد رأوا أن مهمتهم لا تكتمل إلا بفصل العلماء عن جمهور الأمة لنشر الفساد والانحراف وتجهيل الناس وإضلالهم وذلك بالإجهاز على العلماء الربانيين والدعاة الصادقين المصلحين والاستعاضة عنهم بعلماء السوء ودعاة الضلالة الذين لا يعارضون مشاريعهم الإجرامية التخريبية فيا لها من وطنية يدعونها ثم يطعنون في الدستور الذي قام عليه الوطن ويدعون الناس لرفضه والتمرد عليه
وإلى الله تعالى المشتكى من زمن تكلم فيه الجاهل والرويبضة ومُكن للحاقدين المفسدين وأُقصي أهل الصلاح والإصلاح وذلك نذير شؤم على البلاد والعباد
(( رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ ))