الدكتور أشرف عطيه.. يكتب / الإبداع في الآداء الاداري ( الجزء الثالث )
بقلم / الدكتور أشرف عطيه رئيس مجلس إدارة مجموعة أوميجا جيت
في الجزء الأول والثاني من هذا الموضوع تحدثنا عن تعريف الآداء الاداري والمحاور والمجالات التي يستند اليها من أجل الابداع والتميز لتحقيق أعلى درجات النتائج والاهداف المخطط لها وفقا لرؤية ومهمة ورسالة المنظمات والهيئات والشركات ، كما تحدثنا عن أصحاب المصلحة و الشئون المالية والجودة والكفاءة الانتاجية كمحاور ومجالات الاداء الاداري ، وانتهينا بمحور الابتكار والابداع .
وفي هذا الجزء نستكمل الحديث عن الابتكار والابداع كمحور مهم من المحاور والمجالات للآداء الاداري لكي نتعرف أكثر على تأثير هذا المحور في تحقيق أعلى درجات التميز والابداع في آليات العمل الاداري .
فإن مهارات التفكير الابداعي من الاشياء المهمة بمكان لنجاح العمل الاداري ، فالمدير العادي يستهلك أكثر من نصف وقته في حل المشاكل سواء كان هذا بشخصه أو بتفويض من الآخرين ومساعدتهم . وفي هذا السياق يكون هذا الفرد مصاب بضعف مهارات التفكير الابداعي فسيظل مرؤوس ولن يرتقي لأية منزلة وظيفية مقارنة بالافراد الذين لديهم مهارات التفكير الابداعي والأكثر تطورا .
فالابداع الشخصي والذي بدوره يؤثر على الآداء الاداري للمنظمة أو المؤسسة ، له ثلاثة عوامل أولها التجارب السابقة للمنظمة أو المؤسسة ، حيث ماحدث في الماضي له تأثير كبير لتحديد الابداع الاداري في الوقت الراهن . وارتقاء مستوى الابداع الاداري غالبا يكون نتيجة الخلفيات والخبرات السابقة حيث يتولد الفكر والابداع الاداري بشكل تلقائي وعادي .
أما العامل الثاني هو قوة الحاضرالذي يحدد مدى الابداع الاداري في الوضع الحالي ، ويجب على الادارة أن تدعم وتشجع كل من له فكر وإبداع في الاداء الاداري لكي ترتقي المنظمة أو الشركة بمكانتها وسط المنافسين للوصول الى اقصى درجات رضاء العملاء .
أما العامل الثالث للتفكير والابداع هو ترسيخ مفهوم الابداع والابتكار وإطلاق العنان لفريق العمل كل في مجاله حيث توصلت أبحاث جامعة هارفارد إلى أن هناك طرق مختلفة للتفكير وأن كل شخص في المؤسسة أو المنظمة يعتبر عبقريا في مجال واحد على الاقل من مجالات العمل الاداري لذا فإن إطلاق العنان للإبداع داخل المنظمة أو الشركة أو المؤسسة لابد وأن يكون سمة التعامل في الداخل .
والجدير بالذكر أن التفكير الصفري هو محور وتقنية التفكير الابداعي والذي يساعد على معالجة المشكلات وإيجاد الحلول من مواقف مختلفة تماما بالتحقق والبحث في كل القرارات السابقة بشكل دقيق وخاصة عند التوصل الى معلومات جديدة أو تقنية جديدة أو اكتساب خبرات تتعارض مع التفكير الذي تم إتخاذ القرارات السابقة على أساسه .
ومصطلح التفكير الصفري هو مشتق من المفهوم المالي للميزانية الصفرية ففي الميزانية الصفرية بدلا من النظر في كيفية زيادة أو تخفيض نفقات معينة في فترة محاسبية مقبلة ، حيث يتم طرح سؤال مهم ” إذا لم تقم الشركة أو المنظمة بإنفاق المال في هذا الجانب فهل سيتم خوض نفس المجال أو القرار مرة أخرى اليوم لوكنا نعرف مانعرفه اليوم ؟
والتفكير الصفري له ثلاثة جوانب مهمة حيث يتعلق الجانب الأول بالعلاقات ، فلابد من اعادة تقييم العلاقات سواء مع العملاء أو الموردين او أصحاب المصلحة أوحتى الموظفين لكي يتم وضع كل علاقة في موضعها الصحيح وتقويم مايمكن تقويمه وإنهاء العلاقة إن لزم الامر لذلك .
أما الجانب الثاني من التفكير الصفري هو إعاد التقييم لكل سياسات وخطط وجوانب واجراءات العمل الحالية ويكون السؤال المهم هل لوعاد الزمن وعرفت المنظمة أو المؤسسة ماعرفته الان ستستمر في نفس تلك السياسات والخطط والاجراءات والأساليب والاستراتيجيات الحالية ؟
والجانب الثالث من التفكير الصفري هو مايتعلق بالاستثمارات المالية والفكرية والوقت ، فهل لوعاد الزمن ولدى المنظمة أو المؤسسة المعلومات والنتائج التي تحققت الان سواء إيجابة أو سلبية سيتم الاستمرار بنفس الطريق ؟؟ وللحديث بقية عن باقي محاور ومجالات الابداع في الاداء الاداري .
خالص تحياتي وتقديري
د / أشرف عطيه عبده